في ذكرى استشهاد «عقب اللّيل» 20 سبتمبر 1956 – الأستاذ بوزيدي لحسن –
هذه وصيّة روح الشّهيد اليك تذكرة، اسمه محمّد، عبّادي، عقب اللّيل المختارا النّاس على الخُنوع دائما وأبدا، جُبِلوا فإن لم يكن عليهم سلطانا اصطنعوه قدرا واقبل بنُصحِك وتجنّب مقته علّك تُحرِّرهم[1] من عبوديّة وينقلب الظّلام نهارا فالثّورة ليست من شيمة المخادع الجبان، إن هي إلّا تضحية، ساحتها تشتعل نارا كم من جبان وضيع النّفس دنيء غادر، صيّرته الغوغاء زعيما بطلا مغوارا وكلّ خليقة مذمومة يوما قد تزول، إلّا الغدر دفين نفس تنضح الاّ غدرا ولا تلتفت إلى ما فعلته شرّا أو خيرا، فالثّورة تغنيك عن هذا وذاك رِفعة ودُررا مكارم الأخلاق ليست في شيء باق، إلاّ في ثورةٍ جامحة سرّا كانت أو جهارا وليس في الحياة من شيء يبقى ويعمّرِ، إلّا إذا كنت مِقداما تقارع الأحرارا جدّد ما بنفسك دومًا كثوب الثّعبان، فالخطأ ان تعاود الخطأ مرّة ومرارا سُبحان من خلق العزيز والذّليل، لنختار أيّهما نكون حقًّا وفعلاً اختيارا والموت حقير تهزمه إذا ذهبت إليه، ويأتيك مجلجلا إن أنت انتظرته انتظارا
ملاحظات:
هذا ليس شعرا موزونا، إنما كلمات حرّة، مرتّبة من أجل تحديد المعنى
[1] المقصود أن تكون النّصيحة فعليّة وعمليّة